vendredi 6 février 2015

عرض لبات العلاقات مع الشرق

كان لموقع فينيقيا الجغرافي الدور الكبير في تحديد تاريخها السياسي وتطوره الثقافي، ونظرا لتموقعها في ملتقى الطرق التجارية الهامة التي تلتقي فيها أقوى الحضارات وأعظمها، والتي كانت تسعى كل واحدة منها إلى الإستلاء عليها لإيجاد منفذ لنفسها تطل به على البحر، ذلك ما جعل دول مدن المنطقة تتغير حسب قوة وضعف الإمبراطوريات المحيطة  بها، والتي كان لها أثر كبير على مصيرها ، كما أن الفينيقين كانوا محصورين في شريط من الأرض على شئ كثير من الضيق والى جانب ذلك فإن هذا الشريط الساحلي مقسم إلى عدة أقسام منفصلة عن بعضها البعض بامتدادات جبلية وبذلك كان البحر أسهل طريق للمواصلات بين كل بلد وأخر هذا وتعتبر فينيقيا بمثابة ممر ضيق بين إفريقيا وأسيا لأن صحراء سورية الكبرى الواقعة وراء جبال لبنان إقليم لا يمكن اجتيازه عمليا وعكس ذلك من ناحية فلسطين في الجنوب إذ تتصل فينيقيا بشبه جزيرة سيناء ثم إلى داخل مصر نفسها أما في الشمال فالاتصال ممكن بأعالي وادي دجلة والفرات ومن هذا الوضع ندرك كيف كانت فينيقيا غير قادرة على أن تبقى منعزلة محايدة إزاء المنافسات التي تجاذبت العالم القديم، وبالتالي كان عليها أن تنأى عنها أو أن تنحاز إلى فريق منها ولقد كان ضمها ضرورة من الضرورات التي تحرص على تأمينها كل إمبراطورية كبرى وهكذا نجد أن الفينيقيين تأثروا إلى أبعد الحدود بالبيئة التي عاشوا بها واستجابوا لها استجابة كاملة فشكلت تاريخهم وحياتهم الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية ذلك لأن المجال الفينيقي الممتد على سواحل الشام على صورة شريط ضيق يقع بين البحر من الغرب و الصحراء من الشرق أصبح بمثابة قنطرة للعبور وهكذا إذا نكون قد وقفنا عند الوضعية الجغرافية للفينيقيين هذه الوضعية التي لها تأثير كبير على الوضعية السياسية و بالتالي العلاقات التي جمعت الفينيقيين مع بلدان الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
 فماهي طبيعة العلاقات التي جمعت الفينيقيين و القرطاجين ببلدان الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط ؟ وما أهم الأطراف المؤثرة في هذه العلاقات ؟










المحور الأول : الوضعية السياسية والإقتصادية للفينيقين بالحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
1- الوضعية السياسية  للفينيقيين في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط :
لقد أدت العلاقات الدولية التي سادت في تلك الفترة منطقة الشرق الأدنى القديم إلى ركوب الفينيقيين البحر، وهذا في الفترة المحددة ما بين نهاية الألف الثانية و بداية الألف الأولى قبل الميلاد، وذلك بسبب الصراعات السياسية التي سادت[1] خاصة المناطق التي  تكدست بها الثقافات المختلفة، وبالتالي نشأت بها مراكز للنشاط السياسي [2]وقد كانت المدن الفينيقية مثل صيدا و جبيل وصور ، مرغمة على المناورة في جو الصراعات بالخضوع تارة والتبعية تارة أخرى لحضارة من الحضارات القوية، فكانت ممزقة بين الحضارات التي تتنافس على المنطقة وهي: الحضارة المصرية في وادي النيل، والإمبراطورية الحثية في آسيا   الصغرى، ثم الحضارة الآشورية في منطقة وادي الرافدين، بالإضافة إلى وجود الآراميين في سوريا الداخلية والعبرانيين في فلسطين [3].كما أن الوضعية الجغرافية الوعرة التي نشأ عليها الفينيقيين و أثرها على الوضع السياسي المتسم بالتجزؤ فقد أصبح المجال الفينيقي في مهب التيارات العالمية بين قوى عالمية كبرى قامت في واد النيل وفي وادي دجلة والفرات وفي أسيا الصغرى وترتب على هذا الوضع نتائج بعيدة الأثر إذ لم يستطع أن الفينيقيون أن يقيموا دولة موحدة تصد هذه التيارات وتضع حدا لهذا النفوذ الأجنبي وهكذا حددت خصائص المنطقة الجغرافية مصيرها التاريخي, فتركز طرق المواصلات الأساسية بين ثلاث قارات في هذا القطاع الضيق إنما كان يعني أن منطقة الساحل الفينيقي كانت مسرحا لسلسلة من الهجرات والغزوات دون أية فرصة دائمة لإنشاء نظم سياسية قوية فقد كانت فينيقيا أرض للمطامع والمنافسات التجارية  للدول الكبرى وكانت الشعوب المهاجرة تتدفق عليها مرة بعد أخرى لأنه يمكن دخولها من كل جانب وكانت مفتوحة أمام مصر وأرض الرافدين وأسيا الصغرى والبحر المتوسط .
      إذا وكنتيجة لهذا الوضع فقد كان الفينيقيون فريسة سهلة لعدوان الدول المجاورة وخاصة الكبرى منها هذا ونظرا لان الفينيقيين لايميلون بطبيعتهم إلى النواحي السياسية بقدر اهتمامهم بالشؤون الاقتصادية فإنهم كانوا يفضلون الأمان والاستقرار السياسي حتى يتمكنوا من تسويق تجارتهم والنجاح في المجالات التجارية بصفة عامة وهذا ما أعطى للفينيقيين مكانة خاصة بين بلدان الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
وتشير الكتابات التاريخية، إلى أن علاقة الدولة المصرية بالساحل الفينيقي قد بدأت منذ حوالي الألف الثالث قبل الميلاد، وكانت اعتبارا من عصر الملكية القديمة (الأسرة الخامسة بصفة خاصة)، تقتصر على التبادلات التجارية حيث كان المصريون يستوردون الأخشاب من غابات جبال لبنان لاستعمالها في مشاريعهم وأبنيتهم العمرانية [4]، كما تعتبر مدينة جبيل أول مدينة فينيقية تلعب دورا رئيسيا في العلاقات الفينيقية المصرية .و كمثال على العلاقة التي كانت قائمة بين المصريين و الفينيقين نجد وثيقة إينامون وهو بطل رواية تاريخية تدور أحداثها في عهد رمسيس 2 القرن 11/12  ق.م. إنطلاقا منها نعلم أن مصر كانت كانت منقسمة الى منطقتين : منطقة الكاهن الأكبر لمعبد أمون (طيبة) ومنطقة الدلتا التابعة لحكم الفرعون semendes .تقول هذه الوثيقة أن أينامون ذهب في مهمة الى المدن الفينيقية للبحث عن الخشب الذي كان يحتاجه معبد أمون, غير أنه أثناء إبحاره للمدن الفينيقية تعرض لعملية السلب و ضاعت منه كل الهدايا الثمينة ز الدبلوماسية التي كان سيسلمها لحكام المدن الفينيقية مقابل تسهيل عملية الحصول على الخشب,لكنه إبحاره الى مدينة صيدا التي رفض ملكها إستقباله الا بعد تدخل الفرعون semendes  الذي قام بإرسال الهدايا الدبلوماسية, فتمت هذه الصفقة التجارية و تمكن إينامون من الحصول على كمية هائلة من الخشب.


وقد اشتد النزاع بين الأطراف المتصارعة، حيث اصطدمت القوات المصرية و الحثيين ، انتهت باتفاقية تمت بين الطرفين1280  ق.م  نصت على التصالح فيما بينهما، وبالتالي قسم الساحل الفينيقي إلى منطقتين نفوذ  الجنوب للمصريين والشمال للحثيين [5]وبحلول القرن الثاني عشر قبل الميلاد، ظهرت شعوب البحر [6]على مسرح الأحداث إذ استطاعت القضاء على الإمبراطورية الحثية في آسيا الصغرى، كما تمكنت من تحطيم عاصمتها، وواصلت بذلك زحفها نحو الجنوب حتى اصطدمت بالجيوش المصرية على عهد رمسيس الثالث[7].
وآخر التوسعات الذي عانته بلاد فينيقيا في تلك الفترة كان التوسع الآشوري، الذي احتل الساحل الفينيقي بعد القضاء على دولة الحثيين ومد النفوذ نحو الغرب على عهد الملك
تجلات فلاسر الأول [8] ، الذي يعتقد أنه كان قد غزا سوريا حوالي1094  ق.م وادعى لنفسه
إدخال بعض مدنها تحت نفوذه، كما أمر بقطع أخشاب الأرز وحملها إلى شمال بلاد ما بين
النهرين لاستعمالها في بناء المعابد والقصور [9]. ومنذ الألف الأول ق.م لعب الأشوريون دورا مهما في تطورات التاريخ الفينيقي فقد مارسوا ضغوطات قوية على المدن الفينيقية تمثلت في إرغامهم على دفع الضرائب و زعزعة الإستقرار الإجتماعي و تنشيط التجارة البحرية بحكم إحتياجاتهم المتزايدة للمواد الأولية الفينيقية.
إنطلاقا من القرن 10  ق.م يمكن التمييز بين فترتين من العهد الأشوري الجديد من حوالي 1000 الى 612  ق.م.
الفترة الأولى : بين القرن 10  ومنتصف ق 8 ق.م. خلال هذه الفترة قام الأشوريين بحملات عسكرية على المدن الفينيقية كان الهدف منها بالأساس الحصول على الغنائم و الضرائب.
الفترة الثانية : التي تبتدأ مع teghlat phalsar  الثالث الذي حكم بين (727-744 ق.م) تحولت خلالها المناطق المحتلة بما فيها الساحل الفينيقي الى ولايات تابعة للإمبراطورية الأشورية غير أن بعض العوامل الجغرافية و السياسية منح بلاد الفينيقين إمتيازات وجعلها تحظى بمكانة خاصة في عمليات التوسع الأشوري.فبإضافة الى كونها لم تخضع كليا لسيطرة الأشورية فإن بعض المدن كالصور وجبيل ظلت تحتفظ بإستقلالها ولو شكليا و ذلك بمقابل دفع الضرائب .
  
ويلاحظ أنه إلى جانب الزحف الآشوري على الساحل الفينيقي، كانت هناك بعض الشعوب السامية الأخرى التي كانت تسكن منطقة سوريا الداخلية، وقد كان لها بعض التأثيرات على التوسع الفينيقي في البحر المتوسط، ومن بين تلك الشعوب نذكر الآراميين، الذين نافسوا الفينيقيين في التجارة البرية مع بلاد ما بين النهرين، وفي الناحية الجنوبية الداخلية من سوريا كان العبرانيون يتطلعون إلى أخد مكانتهم على الشاطئ الفينيقي خاصة في عهد الملك داوود وسليمان الحكيم رغم صداقتهم للملك أحيرام [10]في القرن العاشر ق.م[11] .

كل تلك الاضطرابات السياسية التي سادت في شرق البحر المتوسط، سمحت للفينيقيين بأن يستغلوا ضعف البحرية الإغريقية التي تداعت عقب غزوات شعوب البحر المدمرة في بداية القرن الثاني عشر ق. م، وانطلق الفينيقيون بعد ذلك إلى الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط .

2- الوضعية الإقتصادية  للفينيقيين في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط :
لقد كان للوضعية الإقتصادية إرتباط وثيق بالحالة السياسية التي كانت عليها المدن الفنيقية أنذاك, ذلك أنها تأثرت بالأوضاع الطبيعية والبشرية التي كانت تحيط بمنطقة الساحل الفينيقي، فقد أدت قلة مساحة الأراضي الزراعية إلى تحويل اتجاه السكان من الاعتماد على الزراعة مثل جيرانهم في كل من وادي النيل وبلاد الرافدين، إلى الاعتماد على التجارة البحرية والبرية[12] . كما أن توفر مادة الخشب التي اشتهرت بها غابات جبال لبنان، مما ساعد الفينيقين على احتراف صناعة القوارب والسفن, أضف إلى ذلك الموقع الجغرافي الإستراتيجي الذي تميزت به مدنهم القائمة على رؤوس بحرية متوغلة داخل ساحل البحر، وعلى جزر متقطعة بالقرب من السواحل، وهذا ما وفر لهم وجود الموانئ الطبيعية.
كل هذه العوامل مكنت من تحكم الساحل الفينيقي في الطريق الدولي الذي يصعد من وادي النيل عبر سيناء، ويربط مناطق ازدهار الحضارات القديمة في شمال سوريا وبلاد الرافدين وآسيا الصغرى [13].
 "  لقد كان الفينيقيون دون شك واعون لأخطار أمواج البحر، لكنهم كانوا لا يملكون
الخيار من أجل العيش " [14]، حيث أنهم معتادون على الابحار إلى مصر وإلى بلاد بعيدة
أخرى بهدف التجارة، حيث يبيعون خلال كل رحلة ما أنتجت بلادهم، ويشترون المواد الخام
خاصة تلك التي تساعدهم في الصناعة مثل الذهب والفضة والعاج وجلود الحيوانات...إلخ،
كما يقتنون أيضا من شعوب أخرى مصنوعات غير متوفرة في بلادهم [15].
وقد عمل الفينيقيون كوسطاء تجاريين في إيصال بضائع دول شرقي البحر المتوسط إلى الشعوب التي كانت في حاجة إليها إلى جزر البحر المتوسط وشواطئه الغربية [16].

وقد نشطت التجارة البحرية الفينيقية في البحر المتوسط، كما احتكر الفينيقيون طرقها،ثم وجهوا عنايتهم لدراسة أصول الملاحة البحرية، معتمدين في ذلك على براعتهم في معرفة
الطرق البحرية التي كانوا يكتمون سرها، أو يزورون حقائقها في بعض الأحيان حتى لا ينافسهم في ذلك تجار الشعوب البحرية الأخرى. ونظرا لاعتماد الصناعة الفينيقية على مواد
خام، والتي لم يكن بعضها متوفرا في فينيقيا فإنهم كانوا يبحرون إلى البحر المتوسط مثل
خامات الفضة والنحاس [17].






- المدن الدويلات الفينيقية.

  جزيرة أرواد :
تقع جزيرة أرواد (Arwad) على مقربة من مدينة "طرطوس" ،وهي في طليعة المواقع التاريخية الفينيقية تبعد عن طرطوس ب 3 كلم[18] ،و هي جزيرة صخرية تتواجد بالقرب منها جزيرة أخرى بنت أرواد ،و هي الجزيرة الوحيدة المأهولة على الساحل السوري ،حاراتها ضيقة و خالية من المواصلات ،و لا يوجد بها مزارع ،يمتهن سكانها الصيد و التجارة ،وفي نهاية الألف الثانية كانت من أشهر المرافيء البحرية،لأنها المرفأ الطبيعي الوحيد في تلك المنطقة،حيث كانت ساكنتها  تمارس تجارة الخشب و تمتلك مساحة كبيرة على الساحل السوري،وقد ذكرها المؤرخ اليوناني سترابون باسم أرادوس ((aradus وهو الإسم الذي دعاها به اليونان و الرومان[19]
عرفت أرواد أوج ازدهارها في الألف الثانية قبل الميلاد في الفترة الممتدة مابين القرن الرابع عشر والثامن قبل الميلاد،حيث أصبحت ملاذا للنازحين من الغزاة الأجانب، حيث اصبحت في وقت من الأوقات تابعة للآشوريين تدفع جزية من الأخشاب والعاج للملك تجلات بلاصر ثم ضمت إلى مملكتهم سنة 612 ق.م، ثم صارت بعد ذلك للكلدانيين وبعدهم الأخميديين حيث صارت قاعدة بحرية على المتوسط تابعة لهم ، وغداة غزو الإسكندر المقدوني عام 333 ق.م قدم له ملكها جيروستراتوس (Gerostratos) مفاتيح الجزيرة[20].
كانت موقعا ومركزا هاما ذا ثقل سياسي وحضاري مما أهلها لتلعب دورا بارزا في المنطقة،
  جبيل :
    احتلت مكانة هامة على الساحل الفينيقي إذ تقوم عند مصب نهر أدونيس نهر إبراهيم الحالي ولقد ربطتها علاقات تجارية مع بلاد اليونان وجزر البحر الإيجي مند العهد الميسيني واشتهرت كذلك بمينائها الهام الذي كانت تصدر منه أخشاب الأرز إلى كثير من الدول وخاصة مصر التي أقامت معها علاقات مند عهد الملكية القديمة .
وقدعرفت جبيل استقرارا بشريا منذ الألف الخامسة قبلا الميلاد "  العصر الحجري الحديث" ، حيث تركت بصماتها الحضارية قبل العهد الفينيقي من خلال ماعثر عليه من مخلفات أثرية ومباني[21] حيث كشفت الدراسات الأثرية التي جرت عن تطور عمراني كبير مع بداية الألف الثالثة قبل الميلاد ،حيث كشفت الحفريات الفرنسية في القسم الجنوبي عن بقايا سكنية تعود إلى عصر البرونز الوسيط تتشكل في مجملها من حوالي مائة بيت يتشكل كل بيت من عدة غرف [22]
صيدا :
تعتبر صيدا من المدن الفينيقية الهامة،و إحدى أهم ممالك المدن الفينيقية القديمة،و قد عرفت باسم "صيدون" و ذلك لكثرة صيد السمك في شواطئها،وأن مؤسسيها الأوائل عملوا كصيادي سمك[23]  ،كما يذكر موسكاتي أن اسم صيدا استعمل للدلالة على الشعب الفينيقي ثم اقتصر على صيدا وحدها نظرا لسيادتها على المدن الفينيقية،و التي دامت قرابة ألف سنة لتحل محلها بعد ذلك صور[24]
كما ورد ذكر صيدا في اثني عشر سفرا من اسفار العهد القديم تحت اسم " صيدون"[25] ويرجع تأسيسها حسب نانتي( Nantet ) إلى حوالي 2800 سنة قبل الميلاد[26]، كما قسمت أحياؤها إلى قسمين: صيدا الكبرى  أو البحرية وهي مركز الصناعة  والتجارة ،حيث تقوم المدينة الحالية مكانها، وصيدا الصغرى تقع في الضاحية على ىسفوح المرتفعات التي تحيط بالمدينة.
هذا وقد تداولت صيدا على رئاسة ممالك المدن الفينيقية على غرار مدينتي جبيل وصور ثم أرواد، لقد عرفت صيدا ازدهارا كبيرا أواخر الألف الثاني ق. م وبداية الألف الأول قبل الميلاد، حيث وصلت تجارتها شرقا حتى نهر دجلة ممتدة غربا إلى حدود شبه الجزيرة الأيبيرية( اسبانيا) والمحيط الأطلسي، حيث سيطر الصيداويون على قبرص الغنية بالنحاس، بل أكثر من ذلك كان لهم بها عدة مستوطنات،كما سيطروا على رودس وجزر بحر إيجة حتى وصلوا إلى الساحل اليوناني
صور :       
وفقا للمصادر المادية والكتابية ،فإن مدينة صور كانت قد أسست في بدايات الألف الثالثة قبل الميلاد ، تقع المدينة اليوم على طرف شبه جزيرة فوق بروز صخري يتصل بالساحل اللبناني بواسطة بقعة رملية ، وقد تشكلت هذه البقعة حول الحاجز الذي بناه الاسكندر الكبير لاحتلال جزيرة صور الصغيرة ،لكن موقع صور لم يكن دائما فوق هذه الجزيرة الصغيرة ،فمدينة صور الأولى القديمة كانت تقع في الجهة المقابلة تماما فوق البر [27] ،وقد تركت المدينة القديمة وبنيت الحديثة فوق الجزيرة لمواجهة ضغط الآشوريين المستمر وهجومهم المتكرر،والسائد أن نقل المدينة لم يتم دفعة واحدة بل على مراحل ولابد أنه تم في أواخر القرن السابع قبل الميلاد ، وطبقا لرواية هيرودوت عن كهنة ملقارت فلقد أنشئت صور قبل قدوم هيردوت إليها حوالي عام ( 450 ق.م) بألفين وثلاثمائة سنة[28]  .
كما عرفت صورعصرها الذهبي في غضون الألف الأولى قبل الميلاد، حيث قام ملكها أحيرام بتحقيق عدة مشاريع عمرانية ،ونظرا لنشاط التجار والبحارة الصوريين فقد عرفت المدينة ازدهارا كبيرا ،حيث تمكن البحارة الصوريون من أن يجوبوا البحار ليصلوا إلى المحيط الأطلسي مؤسسين بذلك مستعمرات، ومحطات تجارية ، والتي كان من أهمها تأسيس قرطاجة على شاطئ شمال افريقيا ، مما انعكس ذلك على صور التي عرفت ازدهارا نتيجة منتوجات مستعمراتها فضلا عما تقدمه من منتوجات صناعية محلية،والتي كان من أشهرها صناعة الزجاج والأرجوان .
هذا، وقد أظهرت الحفريات التي جرت سنة 1911 م بالمقبرة الفينيقية بصور كثير من الجرار الجنائزية والمجوهرات ، مما يعكس مدى الازدهار الحضاري للمدينة جالبا لها كثير من الأطماع الأجنبية، مع الإشارة إلى ورود الحديث عن صور في العديد من اسفار الكتاب المقدس حيث تشيد كلها بقدرة المدينة وصمودها.
-4التجزئة السياسية وأثرها على الفينيقيين :
لم يعرف الفينيقيون الوحدة السياسية في فترات كثيرة من تاريخهم، حيث كانوا يتبعون نظام المدينة الدولة الذي كان مطبقا في بلاد الإغريق حينذاك، وقد فرضته عدة عوامل طبيعية وبشرية كانت تحيط بالمنطقة التي استقروا فيها. وقد نتج عن إتباع الفينيقيين لسياسة المدينة الدولة أن سادت النزاعات الداخلية بين المدن الفينيقية وكثر التنافس بين الأمراء على الحكم، مما جعل الساحل الفينيقي عرضة لأطماع الشعوب المجاورة له( 1.
ولقد حاولت المدن الفينيقية أن تتحد عدة مرات، لكنها فشلت في تحقيق ذلك بسبب السيطرة الأجنبية التي كانت تعانيها، كما أن الصراع الداخلي الذي كان سائدا بين الآراميين والعبرانيين في منطقة سوريا الداخلية كان له تأثيره الخاص على ارتفاع نسبة السكان في
الساحل الفينيقي بنسبة تفوق إمكانيات الاستيعاب في المدن الفينيقية الساحلية، وهذا هو الأمر
الذي أدى إلى تفشي الاضطرابات والنزاعات على السلطة بين الأعيان الأثرياء الذين كان
لهم الحق في الحكم.
والحقيقة أن هذه الظروف الاجتماعية اجتمعت وتفاعلت فيما بينها وخلقت جوا دفعت أوضاعه بالفينيقيين إلى الهجرة، بعد أن أصبحوا محاصرين من كل الجهات فصار المخرج  الوحيد لهم هو الهجرة عبرالطرق البحرية .


































  المحور الثاني : علاقة الفينيقيين ببلدان الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط:

  1 – علاقة الفينيقيين بمصر:
   ربط الفنيقيون علاقات ببلدان الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط بوجه عام وخاصة المصريين إذ إقتصرت العلاقة على  التبادل التجاري حيث كان المصريون يستوردون الأخشاب من غابات جبال لبنان لاستعمالها في بناياتهم العمرانية والدينية، ف "جبيل " تعتبر من المدن الفنيقية الأولى التي  تلعب دورا رئيسيا في العلاقات الفنيقية المصرية. والتي كان بها جالية مصرية تعمل على تنظيم العلاقات التجارية حيث يعزز هذا الرأي الأثار المتبقية من جدران المعبد المصري الذي عثر عليه بجيل . كما تتضح علاقة الساحل السوري بالملكية المتوسطة[29]  من خلال الهدايا الجنائزية التي عثر في قبور أمراء مدينة جبيل والتي تعود ألى عهد أمنمحات الثالث والرابع ( 1850-1792 ق.م)[30].
وقد تغيرت العلاقة بين الساحل السوري والمصريين بعد طرد المصريين للهكسوس في أواخر القرن 16ق.م وبذلك تحولت من علاقة تجارية الى إحتلال عسكري رافقع نفوذ سياسي، وبذلك أصبحت فنيقيا تمثل حدودا أمامية للدفاع عن مصر ضد الهجمات الخارجية التي تسلك الطريق عبر الساحل الفنيقي للدخول الى مصروتهديد أمنها وسلامتها.
       هذا ما يجعلنا نستنتج أن العلاقات المصرية الفينيقية ضاربة في  القدم وذلك بحكم القرب الجغرافي في ما أعتقد الباحث جون ويلسون وذلك ما أورده ضمن كتابه الثقافة المصرية القديمة، حيث أشار إلى أن الساحل الفينيقي كان ينحصر دوره في أنه طريق تجاري تسير فيه السلع وكان يهم مصر أن يبقى هذا الطريق مفتوحا ولقد استمرت العلاقات المصرية الفينيقية في هذا الاتجاه في عهد الدولة المصرية الوسطى .
          في عهد الدولة الحديثة المصرية وبحكم المشاكل السياسية التي عايشتها المنطقة برمتها ولعل في مقدمتها الغزو الهكسوسي الذي كان مؤثرا بشكل كبير بحيث عملت مصر على حماية حدودها الشرقية ومن هنا توسعت الإمبراطورية المصرية إلى حدودها القصوى كلما أمكن ذلك دفاعا عن مصالحها الحيوية من الأخطار التي كادت تعصف بالمنطقة ونذكر منها غزوة شعوب البحر التي أتت في موجة كبيرة تقدم بعضها عن طريق البحر وتقدم البعض الآخر عن طريق البر بغية احتلال مصر وبلاد فينيقيا .لكن ذلك لم يتأتى لها فقد هزمت من طرف المصريين.
 ولعل أهم ما ميز العلاقات المصرية الفينيقية في أواخر الدولة المصرية الحديثة اضمحلال النفوذ المصري بغرب أسيا بصفة عامة .
 2 - علاقة الفينيقيين ببلاد الرافدين :
          
 تتمحور هذه العلاقات بين بلاد الرافدين والفينيقيين خلال فترة حكم الأشوريين لبلاد الرافدين الذين كانوا يسعون إلى التوسع غربا من أجل إحكام قبضتهم على نهاية الطرق التجارية هذا فضلا عن أن أشور (بدأت وخاصة مند أيام تجلات بلاسر الثالث  الذي حكم مابين 745 ق.م و 727 ق.م) ترى أن امتلاكها للساحل الفينيقي نجاح لإمبراطوريتها فهذه المنطقة الإستراتيجية كانت تمثل بالنسبة للأشوريين بالإضافة إلى ثرواتها من أخشاب نادرة وثروتها المعدنية وسواحلها الطويلة على شاطئ البحر المتوسط وتجارتها الغنية فهي تمثل المدخل إلى جنوب شرق أسيا الصغرى من ناحية ومصر من ناحية أخرى وهكذا بدأت أشور تتجه نحو غزو بلاد فينيقيا في عهد (تجلات بلاسر الأول) الذي غزا سورية في عام 1094 ق.م وأرغمت المدن الفينيقية على دفع الجزية للأشوريين وكذا أرغم سكان هذه المدن على تقديم الذهب والفضة والنحاس والقصدير، ولقد استمرت المدن الفينيقية في دفع الجزية للأشوريين إلى حدود سقوط حكمهم حوالي سنة 612 ق.م، ليخلفهم الكلدانيون بعد هزيمتهم لهم في معركة نينوى ومن ثم ادعى الكلدانيون السيطرة على بلاد فينيقيا كورثة للإمبراطورية الأشورية ولقد تميزت هذه المرحلة برغبة ملحة لمصر لاستعادة نفوذها بالمنطقة مما ساهم في اضطراب العلاقات المصرية الكلدانية التي طغى عليها الصراع المستمر من أجل مد النفوذ ليشمل أكبر بقعة ممكنة مما كان له انعكاس سلبي على الفينيقيين الذين ظلوا يقومون بنفس الدور الدفاعي .

3 – العلاقات الفينيقية اليونانية:
       عرفت نهاية الألف الثانية ق.م اضطرابات واسعة عمت مناطق البحر المتوسط الشرقي فقد أسهمت بعض العوامل الطبيعية والظروف الخارجية والداخلية وانهيار النظام الزراعي بالقرى وهجرتهم إلى الحواضر في قلب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في معظم المنطقة رأسا على عقب ودمار في عدد كبير من مدنها وتسببت تلك الظروف المزرية بحصول هجرات غطت المنطقة بأسرها ودفعت بأعداد كبيرة من الناس إلى التحرك في جميع الاتجاهات فكان من نصيب المنطقة التي هجرها بعض أصحابها أن وفدت إليها جماعات ذات انتماءات أثنية وثقافية مختلفة من أصقاع المتوسط وجزره وغيرها من مناطق الشرق القديم واستقرت فيها وشكلت البنية البشرية التي عرفتها في الألف الأولى ق.م ولقد كانت مدن الساحل الفينيقي قبل حصول هذه الاضطرابات تقيم علاقات تجارية وثقافية وبالتالي روابط ثنائية وهذا ما يؤكده الأثاث الفينيقي الذي تم العثور عليه في بعض المناطق الإغريقية وكذا نفس الشئ بالنسبة لبعض المواقع الفينيقية وهو ما نجد له ذكر في الأشعار الهوميرية و الأساطير المتأخرة .
          عرفت العلاقات الفينيقية الإغريقية تطورا  بشكل ملحوظ في الألف الأولى ق.م لاسيما في أيام الفرس فبعد أن قام هؤلاء باحتلال المدن والمستعمرات الإغريقية في أسيا الصغرى نشبت بينهم وبين الإغريق بقيادة أثينا حروب دامت طيلة النصف الأول من القرن الخامس ق.م عرفت باسم (الحروب  الميدية) وكان من نتائجها انتصار الإغريق في معركتين حاسمتين الأولى برية في سهل مارثون سنة 490 ق.م والثانية بحرية في خليج سلا ميس سنة 480 ق.م وكان الفرس في جميع تلك المعارك يعتمدون على الأساطيل الفينيقية لنقل العتاد والجنود وكان الفينيقيين من خلال تحالفهم مع الفرس يطمحون إلى تدمير قوة الإغريق البحرية التي كانت تنافسهم في السيادة على التجارة البحرية في المتوسط الشرقي.
















خاتمة

في الأخير إن أهم ما يمكن استنتاجه من هذا العرض يمكن أن نلخصه فيما يلي:
- صعوبة تناول الموضوع وذلك لعدة أسباب أهمها الامتداد الجغرافي الكبير الذي يشغله الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وكذا وجود كم كبير من المعلومات التاريخية بخصوص الحضارات التي تعاقبت على الساحل المتوسطي الشرقي .
- قلة الأبحاث التي تتناول العلاقات الدولية في العالم القديم وإن وجدت فإن أغلبها يطغى عليه السطحية وتضارب في المعطيات والتركيز فقط على الأحداث الكبرى من قبيل الحروب والثورات.
- محاولة الفينيقيين الاستجابة للظروف السياسية التي كانت مفروضة عليهم نتيجة مجاورة الفينيقيين لأقوى الإمبراطوريات التي عرفها الشرق الأدنى القديم وهو ما أعطاهم تفردا بالمنطقة فقد استطاعوا نسج علاقات سياسية واقتصادية نظرا للمؤهلات الكبيرة التي يتوفر عليها الساحل الفينيقي وكذا التأثير والتأثر بالحضارات المجاورة .



















البيبلوغرافيا :

-         رشيد الناضوري،تاريخ المغرب الكبير، العصور القديمة ) أسسها التاريخية الحضارية، السياسية(،دار النهضة العربية، ج. 1، بيروت، 1981 م.

-         جواد بولس، لبنان والبلدان المجاورة، مؤسسة أبدران وشركاه للطباعة والنشر، ط. 2، لبنان ،1973 م.

-         محمد الصغير غانم، التوسع الفينيقي في غربي البحر المتوسط، دار الهدى، الجزائر، 1992 م.  

-         فيليب حتي،تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، ترجمة : جورج حداد وعبد الكريم رافق،مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، ج. 1، بيروت، 1958 م.

-         موسكاتى سباتينو ،الحضارة الفنيقية،ترجمة نهاد خياط ،دمشق ،العربي للطباعة و النشر و التوزيع،1988م،ص30.

-          محمد بيومي مهران، المدن الفينيقية تاريخ لبنان القديم، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، بيروت، 1994.

-         Auphan (P.), Histoire de la mediterranee, ed. La table ronde, Paris, 1962.

-         Fantar (M.H.) , Carthage la prestigieuse dEllissa, ed. Maison Tunisienne, 1970.


-         Cintas (P.),Le port de Carthage, extrait du manuel darcheologie punique, ed. A et J. Picard, Paris, 1973.

   -     Justin,Trogue Pompée،Tome ll،Livre XVlll,lll.
  -     Nantet (j),Hitoire du libon,Paris,1963




[1] رشيد الناضوري، تاريخ المغرب الكبير، العصور القديمة (أسسها التاريخية الحضارية، السياسية) ج. 1، دار النهضة
. العربية، بيروت، 1981 ، ص.154
[2] جواد بولس، لبنان والبلدان المجاورة، مؤسسة أبدران وشركاه للطباعة والنشر، ط. 2، لبنان، 1973 ، ص.178  
[3] -Auphan(P.), Histoire de la méditerranéen, éd. La table ronde, Paris, 1962, p.21.
[4] محمد الصغير غانم، التوسع الفينيقي في غربي البحر المتوسط ...، ص 42
[5] تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، ترجمة جورج حداد وعبد الكريم رافق، مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، ج. 1، بيروت، 1958 ، ص. 166
[6] شعوب البحر: حدثت هجرات جماعية لا تزا ل مجهولة الأسباب، لبعض الشعوب الشمالية القادمة من البلقان ومن السهول الواقعة شمال البحر الأسود، وهم شعوب متوحشة ألحقت كوارث ونكبات كبيرة بالجزء الشرقي من البحر المتو سط. لمزيد من المعلومات. أنظر: جواد بولس، المرجع السابق، ص. 7
[7] رمسيس الثالث: كان رمسيس الثالث آخر حكام مصر الأقوياء، وقد اعتبر هذا الأخير الملك رمسيس الثاني أباه الروحي و اتبع خطاه، حكم قرابة 31 عاما في الفترة الممتدة ما بين 1152 ق.م- 1183 ق.م. لمزيد من المعلومات أنظر: جون ويلسون، الحضارة المصرية، ترجمة أحمد فخري، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1951 ، ص. 121
[8] تجلات فلاسر الأو ل: جاء في سفر الملوك الرابع في التوراة عن الملك الأشوري تجلات فلاسر الأول أنه قام بعدة
حملات سنة 732 ق.م وتمكن من دخول كل من دمشق (سوريا حاليا). لمزيد من المعلومات أنظر: هنري عبود، معجم الحضارات السامية، لبنان، 1988 ، ص370
[9] Cintas (P.), Manuel darchéologie punique, T.1, Paris, 1970¸ P.56 .
[10] الملك أحيرا م: تولى الملك أحيرام في حوالي سنة  98 ق.م عرش مدينة صور وعمره عشرون عاما، ووصلت صور
في أيامه إلى مركز حضاري و تجاري لا مثيل له، وقد كان أحيرام نشيطا ومهتما بالمحافظة على ما حققه أسلافه من
نجاحات خارج حدود بلاده.
[11] محمد الصغير غانم، التوسع الفينيقي في غربي البحر المتوسط... ، ص46
[12] -Fantar (M.H.), Carthage la prestigieuse dElissa, éd.Maison Tunisienne, 1970, P.16 .
 [13] تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، ترجمة: جورج حداد وعبد الكريم رافق، مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، ج. 1، بيروت، 1958 م.ص 64
[14] - Fantar (M.H.), op-cit., P.16.
[15] رشيد الناضوري، المرجع السابق، ص. 157
[16]   - فيليب حتي، المرجع السابق، ص 110
[17] محمد الصغير غانم، التوسع الفينيقي في غربي البحر المتوسط...، . ص. 48
[18] محمد الصغير غانم،التوسع الفينيقي في غرب البحر الأبيض المتوسط،دار الهدى،عين مليلة،2003،ص.20
[19] فاطمة جود الله،سوريا نبع الحضارات،ص.144
[20] Bunnens (G.),<<Considérations Géographiques sur la place occupée par la phénicie dans lexpansion de lempireassyrien» ?,studia phonicia,I-II,pp.196-193. ;
[21] Mazza (F.),<< Le fronti per la storia di Biblo dagl ,inizi dell,eta del ferro all,eta ellenistica<<,dans Biblo,pp.125-135
[22] Markoe )G.E.),op.cit,P.202
[23] Justin,Trogue Pompée،Tome ll،Livre XVlll,lll.
[24]موسكاتى سباتينو ،الحضارة الفنيقية،ترجمة نهاد خياط ،دمشق ،العربي للطباعة و النشر و التوزيع،1988م،ص30
[25]كتاب التوراة سفر التكوين 10.15،إرميا25.22
[26] Nantet (j),Hitoire du libon,Paris,1963,P.22.
[27]،تاريخ الحضارة الفينيقية الكنعانية،ترجمة ربا الخش،تقديم و مراجعة عبد الله لحلو،دار الحلو،سوريا،1998 ج.مازيل
[28] بيومي مهران،المغرب القديم،ص.156.
[29]- محمد الصغير غانم، التوسع الفنيقي في غربي البحر المتوسط، الموسسة الجامعية للدراسات والنشر، ، الطبعة الثانية، لبنان  1972،ص49.
[30] - السيد غلاب محمد – الساحل الفينيقي و ظهيره. بيروت، دار العلم للملايين. 1969. ص، 48.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire