مقدمة: عرف العالم بعد
نهاية الحرب العالمية الثانية بداية الحرب الباردة بين المعسكر الرأسمالي
بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفياتي إلى غاية1991، حيث انفردت الولايات المتحدة الأمريكية
باتخاذ القرارات والتدابير التي تهم مصير العالم. فكيف انطلقت الحرب الباردة؟ وما
هي أهم مراحلها؟


يتجلى في كون
الدول الاشتراكية ترى ضرورة التطور من نظام ديمقراطي إلى نظام اشتراكي يختفي فيه
الصراع الطبقي كمرحلة لتحقيق الشيوعية. أما الدول الرأسمالية فترى ضرورة مواجهة
المد الشيوعي دفاعا عن الحرية الفردية بضمانها دستوريا وبتعدد الأحزاب وحرية
الانتخابات، عكس النظام الاشتراكي الذي يعتمد على الحزب الواحد. فكل من المعسكرين
يدافع عن الحرية بمفاهيم وسبل مختلفة.

رفض الاتحاد
السوفياتي فكرة توحيد ألمانيا وعمل على مساعدة الأحزاب الشيوعية لتولي السلطة في
مناطق نفوذه بأوربا الشرقية. وأمام المد هذا الشيوعي تدخلت الولايات المتحدة
لتطبيق سياسة محاصرة الشيوعية بتقديم مساعدات مالية لأوربا دون استثناء، تمثلت في
مشروع مارشال 1947 الذي رفضته الدول الاشتراكية. واتخذ الاتحاد السوفياتي نفس الإجراء
بتأسيس الكومنفورم في نفس السنة، وهو مكتب الإعلام الشيوعي للحفاظ على تضامن
الأحزاب الشيوعية. وبذلك شكلت سنة 1947 تاريخ القطيعة بين الحليفين.

عقدت الولايات
المتحدة مجموعة من الأحلاف العسكرية هدفا لمحاصرة الشيوعية، بتكوين شريط من الدول
المرتبطة فيما بينها بمعاهدات عسكرية تمتد من النرويج إلى اليابان ومنها: حلف شمال
الأطلسي 1949 و حلف الأنزوسA.N.Z.U.S. و منظمة حلف جنوب شرق آسيا وحلف بغداد. وأمام هذه
التحالفات عقد الاتحاد السوفياتي مع الديمقراطيات الشعبية حلف وارسو 1955.(بقي
منها الآن حلف شمال الأطلسي= NATO).



فشل الحلفاء في توحيد ألمانيا وأعلنوا عن قيام
جمهورية ألمانيا الاتحادية (ألمانيا الغربية) في يونيو 1948 في مناطق نفوذها.
واعترض الاتحاد السوفياتي عن ذلك بمحاصرته لبرلين الغربية إلى حدود ماي 1949، حيث
فشل في إخراج قوات الحلفاء منها، وأعلن قيام جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا
الشرقية) في شتنبر 1949 واتخذت برلين الشرقية عاصمة لها.

بعد طرد قوات الفاشية، دخلت اليونان تحت السيطرة
الإنجليزية. وفي 1946 نظم الحلفاء استفتاء دون الاتحاد السوفياتي للحد من الخلاف
بين الشيوعيين وأنصار الملكية. وكانت نتيجته لصالح الملكيين، فقامت حرب أهلية بين
التيارين تدخل فيها الاتحاد السوفياتي لمساعدة الشيوعيين،

بعد التراجع الياباني
في كوريا، انقسمت إلى شمال اشتراكي وجنوب رأسمالي. وفي 1950 هاجمت قوات الشمال
المناطق الجنوبية، فتدخلت الولايات المتحدة بقواتها تحت ستار القوات الدولية إلى
أن تجاوزت خط الحدود (خط عرض 38°شمالا). وتدخلت الصين الشعبية إلى جانب كوريا
الشمالية، مما أرغم الولايات المتحدة على التراجع. وبعد مفاوضات بين الطرفين توقفت
الحرب الكورية في يوليوز1953.

بعد نجاح الثورة الاشتراكية في الصين في 1949،
فقدت فرنسا الأمل في القضاء على الحركة التحررية الفيتنامية، وانقسم الفيتنام إلى
شمال اشتراكي وجنوب رأسمالي تؤيده الولايات المتحدة، مما جعل الصراع يستمر بين
الطرفين.

اتبع المعسكران سياسة التعايش السلمي، بعد وفاة
ستالين سنة 1953، تجنبا لاندلاع حرب جديدة. ففي1955 اعترف الاتحاد السوفياتي
بألمانيا الغربية وحل مكتب الأحزاب الشيوعية(الكومنفورم). وربط علاقات دبلوماسية
مع يوغسلافيا و النمسا. وأوقفت الولايات المتحدة حملتها ضد الشيوعية. وفي نفس
السنة ظهرت كتلة جديدة تمثلها دول عدم الانحياز، انطلاقا من مؤتمر باندونغ 1955.
وعقد بجونيف أول مؤتمر دولي لنزع السلاح.
لكن رغم
تبني فكرة التعايش السلمي، استمر الصراع بين المعسكرين وتمثل في عدة قضايا منها:
قضية برلين الثانية؛ حيث حاول الاتحاد السوفياتي توحيد المدينة كعاصمة لألمانيا
الشرقية ما بين 1953ـ1961. وعارضته الدول الرأسمالية، فتم الاتفاق على بناء جدار
برلين. وقضية كوبا:التي قامت بها ثورة
اشتراكية في1959 بقيادة فديل كاسترو، وقضية الفيتنام حيث استمر الصراع بين شمال
وجنوب الفيتنام بظهور حركة (الفيتكونغ) بالجنوب ذات الميول الاشتراكية، مدعمة من
طرف الصين والاتحاد السوفياتي. وتدخلت الولايات المتحدة عسكريا للدفاع عن الفيتنام
الشمالية ونظامها الرأسمالي مابين 1965ـ1973. وبعد فشلها توحدت الفيتنام في إطار
النظام الاشتراكي.

بعد انتهاء حرب الفيتنام بدأ
الصراع بين المعسكرين في مناطق أخرى من العالم الثالث منذ بداية السبعينات، حيث
وقعت مجموعة من الانقلابات الثورية في بعض الدول المتخلفة وأيدها الاتحاد
السوفياتي مثل أفغانستان، أنغولا، إثيوبيا، الموزمبيق. كما دفعت الحرب الباردة بالمعسكرين
إلى السباق نحو التسلح وتطوير الأسلحة الإستراتيجية، حيث بدأت الولايات المتحدة في
عهد الرئيسين ريكان وجورج بوش، في تنفيذ برنامجها المعروف بحرب النجوم انطلاقا من
1989. لكن النفقات العسكرية أثرت على اقتصاديات المعسكر الشرقي، ولاحت بوادر
التغيير في عهد ميخائيل غورباتشوف بتطبيق البيرسترويكا والكلاصنوست، وأسفرت عن
سقوط الأنظمة الاشتراكية بأوربا الشرقية وسقوط جدار برلين وتفكك الاتحاد
السوفياتي.
وبذلك انتهت مرحلة القطبية الثنائية وظهر النظام
العالمي الجديد الذي ارتكز على دور الأمم المتحدة كمنظمة دولية، ووسيلة للتدخل في
حل مختلف النزاعات بالطرق السلمية، كما اهتم بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية ودعم التكتلات الاقتصادية مثل : الاتحاد
الأوربي، مجموعة آسيا والباسفيك للتعاون الاقتصادي، منظمة أمريكا
الشمالية للتبادل الحر.
خـاتـمة: هكذا عرف العالم
بعد الحرب العالمية الثانية توترا في العلاقات الدولية تمثل في الحرب الباردة و
بروز القطبية الثنائية. وبنهايتها ظهر النظام العالمي الجديد.
الحرب الباردة
|
أسلوب مواجهة بين الكتلتين الشرقية بزعامة الاتحاد
السوفييتي والغربية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.
|
|
حلف وارسو
|
|
|
حلف شمال الأطلسي
|
أو الناتو، تجمع عسكري تأسس يوم 4 أبريل 1949، وهو أداة دفاعية لأكثر من 15 دولة غربية.
|
|
معسكر رأسمالي
|
|
|
معسكر اشتراكي
|
|
|
معسكر غربي
|
|
|
معسكر شرقي
|
|
|
تعايش سلمي
|
الانفراج في العلاقات الدولية بين المعسكرين
الشرقي والغربي بعد الحرب الباردة .
|
|
عدم الانحياز
|
اتخاذ موقف محايد من الخلافات الدولية بين المعسكرين الشرقي والغربي.
|
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire